فيصل القاسم لـ"بشار": أيها الابن الطائش كان يمكنك تجنيب سوريا هذه الكارثة!
صفحة 1 من اصل 1
فيصل القاسم لـ"بشار": أيها الابن الطائش كان يمكنك تجنيب سوريا هذه الكارثة!
قال الاعلامي السوري، فيصل القاسم، إن بشار الأسد كان بإمكانه تجنيب البلاد الوضع الكارثي الذي وصلت إليه لو تعامل بحكمة منذ البداية مع ثورة السوريين، مؤكدا أن الطرق الدبلوماسية أفضل من سياسة الحديد والنار في مواجهة الأزمات.
وكتب "القاسم" في مقال منشور له بجردية القدس العربي بعنوان "هل كان حافظ الأسد سيتصرف كبشار لو كان حاكماً الآن؟": " هل تعلمون أن بعض الأحداث التاريخية الكبرى تعتمد فقط على تصرف فردي، بعبارة أخرى، يكفي أن يكون هناك قائد متسرع ليتسبب بكوارث كبرى لبلاده يدونها التاريخ. ويذكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر أنه حين التقى بوزير الخارجية العراقي الراحل طارق عزيز في جنيف بعد الغزو العراقي للكويت، كانت رجلا بيكر ترتجفان تحت الطاولة بشدة وهو يبحث مع عزير خروج القوات العراقية من الكويت. لقد كان الأمريكيون يدعون إلى الله ليل نهار أن يركب النظام العراقي رأسه، ويرفض الانسحاب من الكويت كي ينفذ الأمريكيون مؤامراتهم الرهيبة بحق العراق ونظامه".
وأضاف: "ويذكر بيكر أنه عاش أصعب لحظات القلق وهو يجلس مقابل طارق عزيز على الطرف الآخر من الطاولة خوفاً من أن يوافق عزيز على الانسحاب من الكويت، لكن، وبناء على تعليمات القيادة العراقية، أخبر عزيز جيمس بيكر بأن الجيش العراقي لن ينسحب من الكويت".
وتابع: " وفي تلك اللحظات، يقول بيكر، إن الدم عاد إلى شرايينه من جديد، وتوقفت رجلاه عن الاهتزاز الشديد فور سماعه الرد العراقي. بعبارة أخرى، فإن المخطط الأمريكي المعد للعراق كان يتوقف على العناد العراقي، فلو قال طارق عزيز لبيكر مثلاً إن الجيش العراقي سينسحب من الكويت، لما جمعت أمريكا وقتها أكثر من ثلاثين دولة لطرد القوات العراقية من الكويت، ولتبدأ بعد ذلك بتنفيذ مخططها الشيطاني بضرب العراق لاحقاً وإعادته إلى العصر الحجري كما توعد وزير الدفاع الأمريكي وقتها دونالد رامسفيلد. ولم يكن بمقدورها أن تعيد ترتيب أوراق المنطقة بأكملها".
وواصل: " وكذلك الأمر في الحالة السورية. فلو أن نظام الأسد تعامل مع المظاهرات الشعبية، أو ما يسميه بالمؤامرة الكونية بروية وحكمة بدل إنزال الجيش إلى الشوارع خلال أسابيع، لما وصلت أوضاع سوريا إلى هنا، ولكان قد خيّب آمال أعداء سوريا كإسرائيل وأمثالها وكل الذين كانوا يتآمرون على سوريا. فالقائد الحكيم هو الذي يستنفد كل الوسائل الذكية قبل أن يستخدم القوة الوحشية، فلطالما كانت الوسائل الدبلوماسية الحكيمة أفضل بمئات المرات تاريخياً من الحديد والنار في معالجة الأزمات الكبرى. ولو كان حافظ الأسد مكان ابنه لربما تصرف بطريقة مغايرة تماماً، فالرئيس الحكيم هو من يحني رأسه للرياح العاتية بدل مواجهتها".
ومضى: "وكلنا يتذكر كيف تعامل حافظ الأسد مع التهديدات التركية عام 1999 عندما هدده رئيس الوزراء التركي مسعود يلمز وقتها بقلع عينيه وتكسير يديه واجتياح دمشق إذا لم يسلّم الزعيم الكردي عبدالله أوجلان خلال أربع وعشرين ساعة لتركيا. وبدل أن يورط حافظ الأسد سوريا في حرب خطيرة مع الأتراك وقتها، قام بتسفير أوجلان خارج سوريا، لتعتقله الاستخبارات التركية فوراً في عملية مخابراتية ناجحة. لقد جنب حافظ الأسد سوريا حرباً بغنى عنها".
وأوضح : "على العكس من ذلك، لعبت إيران وروسيا وبعض كبار ضباط الجيش والأمن في سوريا بعقل بشار الأسد في بداية الثورة، وبدل أن ينجح الفريق الوطني الحكيم في النظام بإقناع الرئيس بالتعامل بحكمة مع الثورة أو ما يسميه بالمؤامرة، نجح فريق الصقور العميل لجهات خارجية بدفعه إلى المحرقة. ويعتقد بعض العارفين ببواطن الأمور أن فريق الصقور الذي لعب بعقل بشار أراد أن يورطه، ويحقق في الآن ذاته أهداف بعض القوى الخارجية في سوريا. ويعتقد البعض أن الفريق الذي عمل على تأجيج الوضع في البلاد في بداية الثورة مرتبط بجهات خارجية، ويعمل بوظيفة عميل حقيقي ضد مصالح سوريا وشعبها. ويرى آخرون أن النظام السوري مُخترق حتى العظم، وأن الذين ورطوا الأسد من داخل النظام هم ألد أعدائه".
وأضاف: "ومن غير المستبعد أن يستلموا السلطة لاحقاً في سوريا فيما لو تمت إزاحة الأسد. بعبارة أخرى، فإن الشخصيات التي يمكن أن تحل محل الأسد وبطانته لاحقاً ستحصل على جائزتها من القوى التي تعمل لصالحها في الخارج".
وذكر : "والجائزة طبعاً استلام السلطة في سوريا بدل الأسد. ولو كنت مكان بشار الأسد لشنقت أي مسؤول سوري يطرح الخارج اسمه بديلاً عن بشار، لأنه ما كان ليحلم بطرح اسمه بديلاً للأسد لولا أنه قدم خدمات جليلة لأسياده في الخارج على حساب النظام وسوريا معاً".
واستكمل : "لا شك أن بشار الأسد سليل حافظ الأسد في الوحشية والهمجية، لكن هل كان حافظ الأسد ليتصرف بالطريقة التي تصرف بها ابنه الطائش بشار في مواجهة الثورة السورية وتوريط سوريا في كارثة كبرى وجعلها مجرد ألعوبة في يد «اللي بيسوى وما يسواش»".
وتساءل : "هل كان ليسمح لنفسه ونظامه بأن يكون طرطوراً في أيدي الإيرانيين والروس.. هل كان ليقبل أن يكون أداة في أيدي كبار جنرالات الأمن والجيش الذين لعبوا بعقل بشار وورطوه وورطوا وطناً كان اسمه سوريا في لعبة أكبر منهم بكثير.. بالطبع لا.
واختتم "القاسم" مقاله قائلا: " حتى أقرب المقربين من الرئيس السوري يقولون بعيداً عن الأضواء إن هذا الأحمق أدخلنا، وأدخل سوريا في الحيط. إن أفضل مثل شعبي ينطبق على ما فعله الأسد الصغير بسوريا هو المثل القائل: «مجنون رمى حجر في بئر، مائة ألف عاقل لا يستطيعون اخراجه». كم من الأحداث التاريخية الكبرى تسبب بها أحداث بتصرفاتهم الصبيانية الرعناء".
مواضيع مماثلة
» فيصل القاسم من التعتيم الإعلامي حول بشار الأسد
» هل يقبل فيصل القاسم التحدي ويفعلها ؟؟ .. بقلم : نارام سرجون
» فيصل القاسم: الضربة السعودية القاصمة لـ”لبنان” لم يسبق لها مثيل
» أيها الإنسان.. تفاءل
» رحل عبدالغني وبقي فيصل..!
» هل يقبل فيصل القاسم التحدي ويفعلها ؟؟ .. بقلم : نارام سرجون
» فيصل القاسم: الضربة السعودية القاصمة لـ”لبنان” لم يسبق لها مثيل
» أيها الإنسان.. تفاءل
» رحل عبدالغني وبقي فيصل..!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:32 am من طرف alMalki
» وصفة ذهبية.. بطل مجهول في قصة أسطورة رونالدو
الإثنين سبتمبر 30, 2024 6:12 am من طرف alMalki
» سوبر بالمر.. هل بدأ جوارديولا عض أصابع الندم؟
الإثنين سبتمبر 30, 2024 6:02 am من طرف alMalki
» رابطة البريميرليغ تحسم الجدل في مشاجرة هالاند وغابرييل
الأحد سبتمبر 29, 2024 11:01 am من طرف alMalki
» عليك تذكرها عندما يخذلك الآخرون
الأحد سبتمبر 29, 2024 9:45 am من طرف alMalki
» "أتفرج على الحلاوة".. حجازي متقال يشعل حفل السوبر الأفريقي
السبت سبتمبر 28, 2024 4:18 am من طرف alMalki
» تجنبوا التوتر.. "النمر": تناول المكملات ضروري و5 نصائح لحياة صحية خالية من الأمراض
الخميس سبتمبر 26, 2024 6:52 pm من طرف alMalki
» أسباب الدوخة والنعاس بعد الأكل
الخميس سبتمبر 12, 2024 4:09 pm من طرف alMalki
» لماذا خشي ناغلسمان رحيل تير شتيغن عن ألمانيا قبل "يورو 2024"؟
الثلاثاء سبتمبر 10, 2024 10:24 am من طرف alMalki