#فتاة_النخيل_مول وما خفي أعظم

لم تكن فتاة “النخيل مول”، الحالة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي سيتم التعامل معها بهذه الطريقة، ما لم يتم ردع والتشهير بمن خالف أنظمة التوقيف، وإبعاده عن جهاز “الهيئة”، فمثله لا يستحق البقاء في ذلك الجهاز.
لقد أساءت عملية الاستيقاف لسمعة جهاز عظيم، له حسناته العديدة، والتي لا ينكرها إلا جاحد. إلا أنّه وللأسف تناسى عضو الهيئة كل الأوامر الصادرة والمانعة لمثل هذه التصرفات المسيئة، وجعله غروره وجهله واعتقاد أنه “وصيٌّ” على نساء المسلمين، يسارع لمثل هذا العمل المشين، ضاربًا بجميع الأنظمة والقوانين التي حفظت للمرأة كرامتها عرض الحائط، وجعلته يرد قائلاً بفخر، بعد أن سحلها في وسط الشارع، إنه “أحرص من المستائين من فعله”، وكأن الحرص يتمثل في ضرب الفتيات وسحلهن في الشارع، وإهانتهنَّ بشتى الطرق، بغية إرضاءغروره وكبريائه.
للأسف، هو لم يدرك أنّه بعمله هذا العمل كان خير شرارة لإيقاد نار الانتقاد على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي السياق ذاته، سارعت إحدى فرق الهيئة في الخرج إلى “اعتقال” إحدى الدمى التنكرية، بحجة قيام مرتديها ببعض الحركات المنافية للذوق العام. لن أعلق على هذا الاعتقال، ولكني سأتساءل عن السبب الذي جعل عضو الهيئة يسارع لتصوير قيامه بالقبض على الدمية، وكأنه يريد أن يفتح الباب على مصراعيه، لسل سيوف النقد تجاه الهيئة، أم أن عضو الهيئة لم يكن مقتنعًا بالقبض الذي لم نتقتنع به أيضًا، وأراد نشر تلك الصورة ليردع القائمين بذلك العمل العجيب.
**قبل الختام**
لن ننكر أنَّ للهيئة أعمال جليلة، ولعل أبرزها ردع المبتزين ووضع حدود لهم، وكذلك مداهمة أوكار الدعارة وتصنيع الخمور، فهذه الأعمال تعدُّ خيرَ ردٍ على كل من يطالب بإيقاف ذلك الجهاز، ولعل الحل الأمثل لكل مخالف هو إبعاده قبل أن يزداد شره. كما نطالب بتكثيف الدورات التدريبية على التعامل لأعضاء الجهاز، واختيار الأنسب للتواجد في الأسواق.
**خالديات**
“ولو كنت فضًّا غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك”، آية لو تدبر أعضاء الهيئة معانيها لما شاهدنا مثل تلك الأعمال المخجلة والمسيئة لسمعة الإسلام والمملكة