شكرا .. ناصر القصبي
صفحة 1 من اصل 1
شكرا .. ناصر القصبي
كتبه ل الوطن /أمين طلال
كل ما فعله “القصبي” أن عرض تصرفات فئة من المتدينين بأسلوب فني ساخر، والأدهى أن ما عرضه أقل سخرية من الواقع بكثير، ورغم هذا رأوه في أحسن الأحوال مبتدعا وضالا!
[size=37]نعيش في زمن الانفتاح المعرفي، زمن؛ الغالبية فيه يقرؤون ويكتبون بل ويتحدثون بأكثر من لغة، زمن؛ التقنية فيه باتت في متناول اليد، والمعلومات فيه كالسيل تنهمر من كل صوب، وبرغم كل هذا، وبرغم أن الوصول إلى المعلومة لا يتطلب أكثر من ضغطة زر، إلا أن هنالك من لا يريد أن يضغط الزر، لا يريد أن يعي أو يتعلم أو يستوعب شيئا خارج المألوف والسائد، وكأن هنالك منطقة في دماغ هذا الإنسان لا يصلها المنطق على الإطلاق، منطقة محجوبة تماما عن الوعي والإدراك.
ولا يوجد سبب في هذه الحالة أوضح من أن كثيرا من القناعات تُبنى في معزل عن التفكير، بمعنى أنهم يعتقدون ثم يقتنعون ثم يعتنقون بلا حاجة للتفكير، وأن يبني الإنسان قناعاته في معزل عن التفكير فلا فرق حينها بين أن يكون الإنسان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وأن يقرأ في اليوم ألف كتاب، لا فرق لأنه في الحالتين لا يحتاج إلى هذا الدماغ، فقناعاته ترسخ وتتثبت بلا تفكير، وما لا يحتاج إلى تفكير سيتغذى على الجهل ويتغنى به!
وهكذا، في زمن الانفتاح المعرفي، زمن المعلومة فيه باتت في متناول اليد، زمن التقدم التقني والعلمي في شتى المجالات، لا يزال كثيرون يرون هذا الإسلام العظيم في هيئة رجل أو بِضعة رجال، لا يزال كثيرون ينظرون إلى أفعال المتدينين، للباسهم، لأسلوبهم في الكلام والنوم والاستيقاظ، لكل شيء يقولونه ويمارسونه؛ على أنه يمثل كامل الدين، وهكذا يصبح الدين العظيم مجرد “ثوب” من يرتديه يتحول بقدرة قادر إلى أحد الأئمة المعصومين من الخلل والزلل.
لقد خرج لنا الفنان “ناصر القصبي” في رمضان هذا العام بعمل لم تتضح معالمه حتى الآن، لكن ما شاهدناه حتى الآن يُنبئ بعمل فني جريء، يستحق عليه كل شكر، لا لأنه مس الدين ومقدسات الدين، ولكن لأنه مس جانب مَن يرون أنفسهم الممثل الشرعي وربما الوحيد عن الدين، مس مَن يرون أنفسهم ضمن مقدسات الدين التي لا يجوز التعرض لها بحال، وإن كانت أفعالهم لا تمت للدين بصلة.
لم يقم الفنان “ناصر القصبي” بالسجود لصنم، لم يقل إن صلاة الفجر ثلاث ركعات، لم يدعُ إلى دين جديد، كل ما في الأمر أنه عرض تصرفات فئة من المتدينين بأسلوب فني ساخر، والأدهى أن ما عرضه أقل سخرية من الواقع بكثير، رغم هذا رأوه في أحسن الأحوال مبتدعا وضالا، وفي أسوأ الأحوال كان في نظرهم مرتدا عن الدين وزنديق! جردوه من كل الفضائل، جردوه حتى من إنسانيته، كل هذا لأنه عرض عليهم ما يفعله بعضهم على أرض الواقع، جعلهم يرون سوءتهم بالصوت والصورة.
إن الحلقة الأولى من مسلسل “سيلفي” جعلتني أتساءل: ما هذا الفكر الذي يخاف من كل نقد؟ لماذا يخافون إلى هذا الحد؟ لماذا هم متأزمون إلى هذا الحد؟ هل نحن أمام تيار موسوس؟!
لا يقبل النقد، لا يقبل فكرا مخالفا، يخاف ألا يخاف!
تلك في نظر هذا التيار غانية، وذلك فاجر، وثالثهما بالضرورة كافر، من تخرج إلى العمل فاجرة، ومن يرضى لها بالخروج …، من تطالب بقيادة السيارة خبيثة، والراكب بجانبها ملعون، ورضي الله عن السائق!
إن الموضوع ليس فقط “حلقة” واحدة ضمن مسلسل، الموضوع أننا نعيش مسلسلا قائما على الوسوسة.
لا بأس يا عزيزي أن تلتزم، لا بأس أن تربي لحية وتقصر الثوب، لا بأس أن تعظنا بقال الله وقال الرسول، فما أحوجنا فعلا إلى من يذكرنا بالله، البأس كل البأس أن ترى نفسك أعلى من النقد، أن تصف من يخالفك بالكفر والزندقة، أن ترى نفسك القاضي والجلاد في الوقت نفسه.
لا بد أن تقبل النقد، وأن تقبل الفكر المخالف، وتقبل أداء فنان ساخر، ثم ابتسم أو ستبقى وحدك متجهم الوجه عبوسا والناس من حولك يضحكون.[/size]
ولا يوجد سبب في هذه الحالة أوضح من أن كثيرا من القناعات تُبنى في معزل عن التفكير، بمعنى أنهم يعتقدون ثم يقتنعون ثم يعتنقون بلا حاجة للتفكير، وأن يبني الإنسان قناعاته في معزل عن التفكير فلا فرق حينها بين أن يكون الإنسان أميا لا يقرأ ولا يكتب، وأن يقرأ في اليوم ألف كتاب، لا فرق لأنه في الحالتين لا يحتاج إلى هذا الدماغ، فقناعاته ترسخ وتتثبت بلا تفكير، وما لا يحتاج إلى تفكير سيتغذى على الجهل ويتغنى به!
وهكذا، في زمن الانفتاح المعرفي، زمن المعلومة فيه باتت في متناول اليد، زمن التقدم التقني والعلمي في شتى المجالات، لا يزال كثيرون يرون هذا الإسلام العظيم في هيئة رجل أو بِضعة رجال، لا يزال كثيرون ينظرون إلى أفعال المتدينين، للباسهم، لأسلوبهم في الكلام والنوم والاستيقاظ، لكل شيء يقولونه ويمارسونه؛ على أنه يمثل كامل الدين، وهكذا يصبح الدين العظيم مجرد “ثوب” من يرتديه يتحول بقدرة قادر إلى أحد الأئمة المعصومين من الخلل والزلل.
لقد خرج لنا الفنان “ناصر القصبي” في رمضان هذا العام بعمل لم تتضح معالمه حتى الآن، لكن ما شاهدناه حتى الآن يُنبئ بعمل فني جريء، يستحق عليه كل شكر، لا لأنه مس الدين ومقدسات الدين، ولكن لأنه مس جانب مَن يرون أنفسهم الممثل الشرعي وربما الوحيد عن الدين، مس مَن يرون أنفسهم ضمن مقدسات الدين التي لا يجوز التعرض لها بحال، وإن كانت أفعالهم لا تمت للدين بصلة.
لم يقم الفنان “ناصر القصبي” بالسجود لصنم، لم يقل إن صلاة الفجر ثلاث ركعات، لم يدعُ إلى دين جديد، كل ما في الأمر أنه عرض تصرفات فئة من المتدينين بأسلوب فني ساخر، والأدهى أن ما عرضه أقل سخرية من الواقع بكثير، رغم هذا رأوه في أحسن الأحوال مبتدعا وضالا، وفي أسوأ الأحوال كان في نظرهم مرتدا عن الدين وزنديق! جردوه من كل الفضائل، جردوه حتى من إنسانيته، كل هذا لأنه عرض عليهم ما يفعله بعضهم على أرض الواقع، جعلهم يرون سوءتهم بالصوت والصورة.
إن الحلقة الأولى من مسلسل “سيلفي” جعلتني أتساءل: ما هذا الفكر الذي يخاف من كل نقد؟ لماذا يخافون إلى هذا الحد؟ لماذا هم متأزمون إلى هذا الحد؟ هل نحن أمام تيار موسوس؟!
لا يقبل النقد، لا يقبل فكرا مخالفا، يخاف ألا يخاف!
تلك في نظر هذا التيار غانية، وذلك فاجر، وثالثهما بالضرورة كافر، من تخرج إلى العمل فاجرة، ومن يرضى لها بالخروج …، من تطالب بقيادة السيارة خبيثة، والراكب بجانبها ملعون، ورضي الله عن السائق!
إن الموضوع ليس فقط “حلقة” واحدة ضمن مسلسل، الموضوع أننا نعيش مسلسلا قائما على الوسوسة.
لا بأس يا عزيزي أن تلتزم، لا بأس أن تربي لحية وتقصر الثوب، لا بأس أن تعظنا بقال الله وقال الرسول، فما أحوجنا فعلا إلى من يذكرنا بالله، البأس كل البأس أن ترى نفسك أعلى من النقد، أن تصف من يخالفك بالكفر والزندقة، أن ترى نفسك القاضي والجلاد في الوقت نفسه.
لا بد أن تقبل النقد، وأن تقبل الفكر المخالف، وتقبل أداء فنان ساخر، ثم ابتسم أو ستبقى وحدك متجهم الوجه عبوسا والناس من حولك يضحكون.[/size]
مواضيع مماثلة
» حكم نهائي بسجن الداعية “بن فروة” بعد إدانته بشتم وتكفير الفنان ” ناصر القصبي”
» شكرا
» شكرا بلا حدود
» الإمارات.. طرد ماجد ناصر بعد “نطحه” مهاجم العين
» “#القصبي” يُفاجئ متابعي “#سيلفي3” بحلقة عن “#فتنة_القطيف” أثارت جدلاً واسعًا !
» شكرا
» شكرا بلا حدود
» الإمارات.. طرد ماجد ناصر بعد “نطحه” مهاجم العين
» “#القصبي” يُفاجئ متابعي “#سيلفي3” بحلقة عن “#فتنة_القطيف” أثارت جدلاً واسعًا !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 07, 2024 9:32 am من طرف alMalki
» وصفة ذهبية.. بطل مجهول في قصة أسطورة رونالدو
الإثنين سبتمبر 30, 2024 6:12 am من طرف alMalki
» سوبر بالمر.. هل بدأ جوارديولا عض أصابع الندم؟
الإثنين سبتمبر 30, 2024 6:02 am من طرف alMalki
» رابطة البريميرليغ تحسم الجدل في مشاجرة هالاند وغابرييل
الأحد سبتمبر 29, 2024 11:01 am من طرف alMalki
» عليك تذكرها عندما يخذلك الآخرون
الأحد سبتمبر 29, 2024 9:45 am من طرف alMalki
» "أتفرج على الحلاوة".. حجازي متقال يشعل حفل السوبر الأفريقي
السبت سبتمبر 28, 2024 4:18 am من طرف alMalki
» تجنبوا التوتر.. "النمر": تناول المكملات ضروري و5 نصائح لحياة صحية خالية من الأمراض
الخميس سبتمبر 26, 2024 6:52 pm من طرف alMalki
» أسباب الدوخة والنعاس بعد الأكل
الخميس سبتمبر 12, 2024 4:09 pm من طرف alMalki
» لماذا خشي ناغلسمان رحيل تير شتيغن عن ألمانيا قبل "يورو 2024"؟
الثلاثاء سبتمبر 10, 2024 10:24 am من طرف alMalki