صلاح يخالف عادته مع الفراعنة.. دور جديد أم عجز تكتيكي؟

دائمًا ما يخطف محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول، الأنظار مع الفراعنة خارج الملعب أو داخله، عبر تمريراته الدقيقة وتحركاته وكذلك أهدافه الحاسمة التي جعلته النجم الأبرز في تشكيلة منتخب بلاده، مسجلا عدة أرقام دولية مميزة.

لكن صلاح صام تماما عن التهديف في المباريات الثلاث الأخيرة للمنتخب، تحت قيادة البرتغالي كارلوس كيروش، في مباراتي ليبيا ثم أنجولا، مما أثار الجدل حول اللاعب، بشأن تباين مستواه بشدة بين ليفربول ومنتخب مصر.

وخالف صلاح عادته في مبارياته الأولى مع المدربين الأجانب لمنتخب مصر، بقدوم كيروش.

وكان صلاح قد غاب عن الفراعنة في غالبية فترة المدرب السابق حسام البدري، بسبب الإصابات أو لظروف مختلفة.

وكان صلاح بدأ مشواره الدولي مع المنتخب الأول على صعيد المدربين الأجانب، برفقة الأمريكي بوب برادلي، وسجل في ثاني مواجهة رسمية ضد غينيا بتصفيات كأس العالم 2014، حيث فاز الفراعنة 3-2، ووقع نجم الريدز حينها على الهدف الثالث القاتل.

ومع هيكتور كوبر، أحرز صلاح الهدف الثالث في فوز المنتخب المصري على تنزانيا 3-0 في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2017، في أول لقاء رسمي للفراعنة مع المدرب الأرجنتيني.

ومع المكسيكي خافيير أجيري، أحرز محمد صلاح هدفين في أول لقاء رسمي للمدرب مع المنتخب عندما فاز الفراعنة على النيجر 6-0 في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2019.

ويعود هذا المستوى التهديفي الباهت لمحمد صلاح في مباريات المنتخب الأخيرة لعدة أسباب أولها حرص كيروش على استخدام صلاح بشكل مختلف عن مهامه في ليفربول، من خلال تكليفه في أوقات كثيرة بالنزول لوسط الملعب

كما يعتمد المدرب البرتغالي على صلاح في تفريغ مساحات للظهير أو المهاجم أو أحد لاعبي الارتكاز المساند في حالة اللعب بطريقة 4-3-3، بينما يميل إلى لعب دور صانع ألعاب بدرجة أكبر من الجناح في حال استخدام طريقة 4-2-3-1.

ويوضح ذلك لغة الأرقام، فاللاعب الأعسر صنع هدفا أمام ليبيا واثنين أمام أنجولا، في 3 لقاءات خاضها مع المنتخب في ولاية كيروش.

كما أنه في طريقة 4-3-3 يركز كيروش على منح وسط الملعب المزيد من الصلابة الدفاعية، ومن ثم يغيب دور صانع اللعب الرئيسي المموّل لصلاح، إذ يوظف عبد الله السعيد في مركز 8 بمهام دفاعية أكبر، في غياب محمد مجدي أفشة، وبالتالي لا يتوفر لنجم ليفربول الكثير من الفرص الحاسمة، مما أثر عليه تهديفيا.

وعلى جانب آخر، يعتمد منتخب مصر خاصة في المباريات خارج الأرض على الكثافة العددية والتأمين الدفاعي بدرجة أكبر، مما يجعل صلاح فريسة للضغط الشديد في ظل التركيز عليه من جميع المنافسين، في غياب المهاجم المساند أو الحلول التكتيكية لفك الرقابة عنه أو سحب المدافعين في اتجاهات أخرى لفتح المساحات المناسبة أمام انطلاقاته.

وتواصل موقع كووورة مع طارق مصطفى المدرب العام السابق لمنتخب مصر، حول أسباب غياب صلاح عن التهديف مع كارلوس كيروش.

وقال مصطفى "هناك عدة أسباب منها اختلاف طريقة اللعب في منتخب مصر عن ليفربول، كما أن جودة اللاعبين مختلفة في الطرفين".

وأردف "المنتخب لا يحظى أيضا بلاعبين كثر يجيدون التمرير للأمام، وبذلك يغيب التمويل الهجومي المناسب عن صلاح باستمرار".

وأكمل: "مقارنة مستوى صلاح في المنتخب بأدائه مع ليفربول يزيد الضغط عليه، لكنه يحضر دائما في المباريات الكبيرة".

وأوضح "منذ ارتداء صلاح شارة القيادة بات يبذل مجهودا أكبر في أجزاء كثيرة داخل الملعب، ولا يشعر بهذا الأمر إلا المدربين. صلاح من وجهة نظري يمثل هوية منتخب مصر حاليا".

وعن الطريقة الأمثل حتى يعود صلاح للتهديف مع المنتخب قال طارق مصطفى لكووورة: "يجب توظيف صلاح في مركز المهاجم الوهمي، أو المهاجم الثاني خلف رأس الحربة، حتى لا يكون ملزما بأي واجبات دفاعية مع الظهير الأيمن".

واختتم "صلاح يلعب دور المهاجم الوهمي مع ليفربول منذ عامين، لكننا في مصر نعتمد على صانع الألعاب والأجنحة للتسجيل، في حين أننا نرى في أوروبا أن الظهير الأيمن والأيسر والمدافعين كذلك يسجلون أهداف".