بويان كركيتش يروي قصة معاناته النفسية (نوبات القلق)

بويان كركيتش يروي قصة معاناته النفسية (نوبات القلق) في أهم فترة بحياته الكروية ، قصة مؤثرة وتوضح الى اي مدى يحتاج اللاعب ان يكون قوي ذهنيًا ونفسيًا لتحمل ضغوطات كرة القدم ..

لدي مشكلة، لكني احب كرة، هي حياتي و كل شيء بالنسبة لي." بويان كريكتش
‏ابن الـ 17 ربيعاً بويان لم يكن لديه فقط ضغط اللعب الذي من الممكن ان يواجه اي لاعب مثّل فريق مثل برشلونة الاول في ذلك السن الصغير. بويان كان لديه اشياء اخرى كانت تشكل ضغط كبير عليه ايضاً.

يان: "هناك مقولة بلغتي تقول:
‏fútbol, qué bonito eras’
‏و معناها 'كرة القدم، كم كنتي جميلة' عندما لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي. بإختصار، عندما كانت كرة قدم فقط. و هذا هو الشعور الذي راودني في انجلترا خلال مسيرتي كاملة. رائحة كرة القدم و جوهرها كانت فقط في انجلترا."

بويان عن كرة القدم الحديثة : "قوى قوية انت لا تستطيع التحكم بها، اراء لا تستطيع إيقافها. مجتمع حيث الغيرة و حب الذات هي السمات السائدة و الكل لديه الادوات لكي يتمكن منك سلباً."

بويان: "انت كلاعب ناشيء يجب عليك ان لا تدعها تؤثر عليك. انه صعب، صعب جداً
‏هؤلاء من منا لديهم احساسيس و انا اخص هذه بالفئة من هم يتأثرون، من هم حساسين، هم فعلاً يحتاجون في عالم كرة القدم إلى درع قوي جداً. لاعبين كرة القدم صغار جداً بالسن وهم بالفعل مُعرضين لكل شيء سلبي .

هناك لاعبين حتى تحت سن الـ 15 الان يملكون حسابات تويتر و انا متأكد انهم يتلقون الشتائم و الاهانات. انه فعلاً شي بشع جداً. هذه الاشياء تؤثر على المجتمع بشكل عام و على كرة القدم بشكل خاص."

بويان يتحدث عن معاناته الشخصية او تجربته السيئة 'شخصياً' كما اطلق عليها و ليس احترافياً.
‏"كل شيء حدث بسرعة. من جانب كرة القدم كل شي كان رائع، لكن ليس شخصياً ابداً."
‏"لقد اضطررت للعيش او التعايش مع كلام الناس عني هل تعلم لماذا اضطررت؟ (يسأل الصحفي) لأنه لم يكن لدي ذلك الدرع.

"في بداية ظهوري على ساحة النجومية لقد كانوا يلقبوني بـ ميسي الجديد. حسناً، إنه لأمر رائع ان يقارنونك الناس بميسي، لكن ماذا تتوقع من لاعب في سن الـ 17 ان يقدم مقارنة بميسي او ماذا كانوا هم (المشجعين) ينتظرون مني؟ لقد كان امر صعب بالنسبة لي فعلاً."

‏"هناك اشياء كثيرة الناس لم يعرفونها عني ولم يظهرها الاعلام في الوقت المناسب و بسببها حكم علي من الجميع مثالاً على ذلك كان عدم مشاركتي في بطولة اليورو 2008 بسبب الرهبة التي اتتني وقتها لكن ماذا نشرت الصحافة؟ لقد نشرت ان بويان كان في اجازة. و هذا ما عرفني الناس به في بداية مشواري."

‏بويان يستمر في الحديث: "لقد تم استدعائي لمباراة اسبانيا ضد فرنسا. مباراتي الدولية الاولى في مسيرتي مع المنتخب. لم استطع اللعب وقتها بسبب تعرضي لنوبة من القلق و خوف من الظهور. لكن ما تم نقله عني في وسائل الاعلام كان 'بويان يتعرض لإلتهاب معدة و امعاء في يوم ظهوره الاول للمنتخب."

‏"لقد كنت طبيعي و بخير عندما دخلت لغرفة تبديل الملابس استعداداً لمباراة فرنسا ولكنني بدأت أشعر بهذا الدوخة القوية ، كان الأمر صعباً، وضعوني على مقاعد البدلاء ولم أستطيع المشاركة، كانت تلك هي المرة الأولى التي تعرضت فيها لنوبة قلق لكني تعرضت لسلسلة سيئة من هذا القبيل مرة أخرى."

‏"القلق يؤثر على كل شخص بطريقة مختلفة. تحدثت مع أشخاص القلق يجعلهم يشعرون ان القلب ينبض 1000 مرة بالدقيقة. بالنسبة لي، القلق عبارة عن دوخة، شعور بالمرض ثابت لمدة 24 ساعة.(بويان يمسك رأسه) في هذه المنطقة لقد كان يوجد ضغط قوي جداً ومخيف ولايذهب ابداً شعور غريب جداً لا استطيع وصفه."

‏"الجميع في الاتحاد كان يعرفون عما يحصل معي، لويس أراغونيس (المدرب للمنتخب في ذاك الوقت)و فيرناندو هييرو (المدير الرياضي). هييرو ارسل لي رسائل في كل اسبوع ليسألني عن حالتي، وفي قبل اليوم الذي تم الاعلان عن تشكيلة المنتخب، اتصل هييرو قائلًا :" بويان سنستدعيك للمنتخب."

‏كنت متجه للتدريبات، قلت "مؤلم قول هذا ولكن لا استطيع الذهاب" وصلت الى الكامب نو وكان كارلوس بويول هناك وقال"بويان سأكون في مساندتك سأصبح متواجد لك دائما" قلت :" بويول، لااستطيع، انا اخذ ادويه، انا على حافة الانهيار". وبعدها رأيت عنوان الصحافه (المنتخب يستدعي بويان وبويان قال لا!)

‏بويان عن العنوان:" لقد قتلني من الداخل، انه و كأني لا اهتم للعب مع منتخب بلادي!" بالرغم من عدم اهتمامي لما سيقوله الناس حينها الا انني حزنت عندما علمت ان العنوان اتى من مسؤولي المنتخب لقد شعرت انني وحيداً في وطني. الى يومنا هذا الناس يسألوني 'لماذا قلت لا يا بويان؟"

‏الصحفي: لماذا لم تشرح و تتحدث وقتها؟
‏بويان: "لقد كنت خائف. كنت مريض. كنت في رهبة مستمرة! لم اكن اعرف ماذا افعل."

‏اتذكر انني كنت في لقاء تلفزيوني على قناة Barça TV و لقد قلت انني احتاج الى اجازة. كنت اعلم انه الشي الغير مناسب لقوله، لكن في ذلك السن انت لا تعلم كيف تتصرف، لم يكن لدي ذلك (الدرع) الذي ذكرته في بداية الحوار و في تلك اللحظة كانت القنبلة قد انفجرت ولا يمكن اصلاح شيئاً."

‏"لقد كان حلما لي ان العب لبرشلونة و ان اعتزل هناك. لم اتصور في يوماً انني سألعب لـ 6 اندية في 7 مواسم لكن في بعض الاحيان على الانسان ان يتخذ قرارات صعبة و الرحيل عن برشلونة كان اصعب قرارات حياتي لكني كنت احتاج ان الخروج من اسبانيا واحتجت للخروج من برشلونة لاني رغبت باللعب دائما."

‏"المهم هو ليس البطولات، بل التجربة، ماذا عشت، ماذا يوجد هنا في قلبك، ماذا تعرف، كيف و كيف تعيش. لا أحد يستطيع ان يسرق هذا منك أبداً. هؤلاء الناس الذين تكلموا بسوء عنك، سوف ينسون. إذا فيكتور فالديز، أعظم حارس في تاريخ برشلونة تم نسيانه .. كيف تريدهم أن لا ينسوني؟"

‏"أنا أحب كرة القدم و لا احد يستطيع اخذ هذا الشيء مني ابداً. أنا فخور بمسيرتي الكروية، فخور بحياتي حتى و إن كان هناك لحظات صعبة بما فيها هذه السنة، يجب عليك ان تكون قوي. سوف أحب كرة القدم دائماً، دائماً. أنا ما زلت صغيراً و أستمتع بلعب كرة القدم. و ليس لدي الرغبة بالتوقف أبداً."