الأب إيتو يُنير طريق أشباله

• كان صامويل إيتو حاضراً في موسكو بمناسبة مباراة الكاميرون وتشيلي يوم عيد الأب
  
• أعرب إيتو عن فخره بهؤلاء الشباب الذين يعتبرهم في مقام "الأبناء"، وخاصة الذين تخرّجوا من أكاديميته
  
• يقدّم إيتو نصائح أبوية لهؤلاء الأشبال الذين ينتظرهم مستقبل زاهر
  

من مراسلنا الخاص مع الكاميرون باسكال دو ميرامون
ظهر كل من فابريس أوندوا وكريستيان باسوجوج أمام كاميرا هاتفيهما وهما يصرخان: "مرحبا أبي!". كان ذلك بعد أيام قليلة على تتويج الكاميرون باللقب القاري، حيث كانت كلمات أفضل حارس وأفضل لاعب في البطولة موجهة إلى صامويل إيتو.
وأضاف أوندوا قائلاً "شكراً على كل ما قمت به من أجلنا، وشكراً على إحداث هذه المؤسسة التي مكنتنا اليوم من تحقيق أحلامنا"، مُعرباً في الوقت ذاته عن امتنانه لأفضل هداف في تاريخ منتخب الكاميرون على انتقاله إلى الجابون لتشجيع منتخب الأسود في نهائي بطولة أمم أفريقيا التي انتهت بفوز أبناء بلاده على مصر. ثم استطرد الاثنان بصوت عالٍ، وهما يفتخران باعتلاء عرش القارة السمراء: "إن الفضل يعود لك في تتويجنا بهذه الميدالية اليوم"!
مؤسسة أسرية
لشدة تأثره بتلك الرسالة، قرّر إيتو مشاركة الفيديو عبر حسابه على Instagram، حيث كتب بفخر: "اسمحوا لي أن أقدم لكم مصدر اعتزازي وسعادتي!" ثم تابع مهاجم أنطاليا المنخرط منذ سنوات في العديد من مشاريع التنمية والتعليم والتدريب: "شكراً لكم يا شباب!". يُذكر أن باسوجوج وأوندوا وأندريه أونانا تخرجوا جميعاً من مؤسسة صامويل إيتو وأكاديمية كرة القدم التابعة لها، حيث تربطهم علاقة قوية مع النجم الأسطوري صاحب فكرة إطلاق هذا المشروع.
ورغم أن إيتو اعتزل اللعب دولياً بعد الفشل الذريع للكاميرون في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA، إلا أن المنتخب الوطني ما زال يجني ثمار المشاريع الخيرية التي أطلقها هدافه التاريخي، علماً أن هذا الأخير أصبح الآن واحداً من أساطير FIFA. وقد كان المهاجم الكاميروني حاضراً في موسكو يوم الأحد الماضي – الذي صادف عيد الأب - لمشاهدة مباراة الأسود الإفتتاحية ضد تشيلي.
وقال إيتو في حديث لموقع FIFA.com: "لا يمكن لأب إلا أن يشعر بالفخر والإعتزاز لرؤية ابنه يكبر ويحقق أشياء جميلة. أنا سعيد لرؤية هذا الفريق يعج بشباب مرُّوا على يدي. لكنني كنت فقط وسيطاً أتاح لهم الفرصة لإظهار مواهبهم. أتمنى لهم مسيرة طويلة مثل مسيرتي أو أفضل!"
نصيحة أبوية
صحيح أن هؤلاء الأشبال ما زالوا بعيدين كل البعد عن بلوغ المستوى الذي وصل إليه ملهمهم، ولكن إيتو يشيد بهذا الترابط الجماعي الذي جعلهم يتربعون على عرش أفريقيا، علماً أن منتخب الكاميرون كان في الماضي يفتقد كثيراً لمثل هذه العلاقة الحميمة بين لاعبيه. وقال الهدّاف الأسطوري "إنه فريق جيد ويزخر بمجموعة جيدة جداً، ونحن دائماً نقول إن الفوز الأكبر يتمثل في الوحدة والإنسجام أولاً وأخيراً. صحيح أن لاعبي المنتخب الوطني يقضون فترة قصيرة من الوقت معاً، ولكن هؤلاء تمكنوا مع ذلك من بناء هذه الروح الجماعية بسرعة. أتمنى أن يبقوا على هذه الحال وأن يواصلوا حصد العديد من الإنتصارات."
وفي هذا الصدد، لا يبخل الأب عن أبنائه بالمشورة والنصيحة المفيدة، حيث قال إيتو: "أود أن أشجعهم على مواصلة أحلامهم، بكل بساطة. ليس فقط فيما يتعلق بهذه المسابقة. عليهم إيجاد السبل الكفيلة بجعلهم أفضل كل يوم لأن كرة القدم تقتضي تحسين المستوى بشكل مستمر. يجب بذل الكثير من الجهود كل يوم من أجل تطوير الأداء. إنه السبيل الوحيد الذي من شأنه أن يمكنهم من ترك بصماتهم في هذه الرياضة الجميلة."
حتى إن كان الأمر يتعلق بفريق "بلا نجوم"، على حد قول قائده بنجامين موكاندجو، فإن منتخب الكاميرون سيكون مطالباً بالظهور بأفضل مستوياته ضد أستراليا. وفي هذا الصدد، يحث إيتو الأسود الشباب على تأكيد جدارتهم أمام الكنغر، حيث ختم حديثه بالقول "من الجيد أن يكون لك فريق يعطي الأولوية للأداء الجماعي على حساب المهارة الفردية، ولكن يجب ألا ننسى أن تحقيق الإنتصارات الجماعية يمر أيضاً عبر الإنجازات الشخصية."
الرقم
1- منح الهدف الوحيد الذي سجله إيتو في مرمى البرازيل في نسخة البطولة عام 2003 أول إنتصار لمنتخب إفريقي أمام السيليساو، حيث يسيطر البرازيليون بسجل كبير قوامه 32 انتصار مقابل خسارة واحدة تسبب بها هدف إيتو الرائع.